شائع

كيف تكون الشخص الذي يتمنى الناس التحدث معه - فن الإنصات

🌺كيف تكون الشخص الذي يتمنى الناس التحدث معه - فن الإنصات



كيف تكسب الأصدقاء والناس وتجعلهم يحبونك ويعشقون الجلوس معك لتبادل الحديث سويا ؟

ما هو هذا السر العجيب؟

لماذا بعض الناس محبوبين جدا مع أنهم لا يتحدثون كثيرا وتجدهم دائما مرحب بهم؟

اتدري ما هو هذا السر العجيب الذي يتميز به القليل من الناس إنه فن الإنصات، نعم عزيزي القارئ الكريم إنه الإنصات وقد تستغرب قليلا وتتسآءل: هل يؤثر الإنصات في الناس بهذا الشكل؟
وكيف يكون ذلك؟
وكيف لي أن اتميز بحسن الإستماع واتعلم فن الإنصات؟
في هذا الموضوع سنتعلم سويا كيف يؤثر الإنصات في الناس، وكيف نتعلم فن الإنصات ونكسب محبة الناس بالإسماع اليهم.



الإنصات الجيد سلوك حضاري، وهو أحد عناصر عمليه اتصالك الصحيح مع من حولك .. أن تصغي لمحدثك، يعني أن تقدم الاهتمام والتقدير لما يطرحه من أفكار وقضايا، حتى لو كان يختلف معك في الآراء، ولا تندهش حينما ترى محدثك يرتاح إليك، ويهتم بما تطرحه عليه. وهذا هو السر في أن الناس يهتمون في توجيه نظراتهم، والكلام إلى من يصغي إليهم جيداً، ويتلقى الأفكار منهم بكل اهتمام. أضف إلى ذلك أنَّ الإنصات الجيَّد يمنح صاحبه نوعًا من الهيبة، ويجعله يبدو في أعين الناس أكثر حكمةً وذكاءً. فضلا عن أن مَنْ يتحلى بقوة الإصغاء ويدرب نفسه على إتقانه يضمن حواراً راقياً واعترافاً حقيقياً بالآخر.

ونتعلم من حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كيف كان ينصت إلى الناس وكيف كان يتعامل معهم ودعنا نسافر عبر الزمن إلى عصر النبوة عندما اﺟﺘﻤﻌﺖ قريش ﻟﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﺎﻟﺲ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﻟﻬﻢ: ﺩﻋﻮﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﻮﻡ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻛﻠﻤﻪ ﻓﺈﻧﻲ ﻋﺴﻰ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﺭﻓﻖ ﺑﻪ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻘﺎﻡ ﻋﺘﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ اﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﺃﺭاﻙ ﺃﻭﺳﻄﻨﺎ ﺑﻴﺘﺎ ﻭﺃﻓﻀﻠﻨﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﺭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻄﻠﺐ ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺎﻻ ﻓﺬﻟﻚ ﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻚ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻊ ﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮﻧﺎ ﻣﺎﻻ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﻄﻠﺐ ﺷﺮﻓﺎ ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺸﺮﻓﻚ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻚ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻨﻚ ﻭﻻ ﻧﻘﻄﻊ ﺃﻣﺮا ﺩﻭﻧﻚ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬا ﻋﻦ ﻣﻠﻢ ﻳﺼﻴﺒﻚ ﻓﻼ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺰﻭﻉ ﻣﻨﻪ ﺑﺬﻟﻨﺎ ﻟﻚ ﺧﺰاﺋﻨﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻧﻌﺬﺭ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻄﺐ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻨﻚ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻠﻜﺎ ﻣﻠﻜﻨﺎﻙ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺃﻓﺮﻏﺖ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ؟ 
ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ ﻓﻘﺮﺃ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻢ اﻟﺴﺠﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﻣﺮ ﺑﺎﻟﺴﺠﺪﺓ ﻓﺴﺠﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﺘﺒﺔ ﻣﻠﻖ ﻳﺪﻩ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻋﺘﺒﺔ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺩﻱ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻭﻩ ﻣﻘﺒﻼ ﻗﺎﻟﻮا: ﻟﻘﺪ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﺑﻮﺟﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻛﻢ ﻓﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﻗﺪ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺑﺎﻟﺬﻱ ﺃﻣﺮﺗﻤﻮﻧﻲ ﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﻓﺮﻏﺖ ﻛﻠﻤﻨﻲ ﺑﻜﻼﻡ ﻻ ﻭاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺫﻧﺎﻱ ﻣﺜﻠﻪ ﻗﻂ ﻭﻣﺎ ﺩﺭﻳﺖ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻪ ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﺄﻃﻴﻌﻮﻧﻲ اﻟﻴﻮﻡ ﻭﺃﻋﺼﻮﻧﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﻭاﺗﺮﻛﻮا اﻟﺮﺟﻞ ﻭاﻋﺘﺰﻟﻮﻩ ﻓﻮاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺘﺎﺭﻙ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺧﻠﻮا ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻌﺮﺏ ﻓﺈﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﺮﻓﻪ ﺷﺮﻓﻜﻢ ﻭﻋﺰﻩ ﻋﺰﻛﻢ ﻭﺇﻥ ﻳﻈﻬﺮﻭا ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻗﺪ ﻛﻔﻴﺘﻤﻮﻩ ﺑﻐﻴﺮﻛﻢ ﻗﺎﻟﻮا: ﺻﺒﺄﺕ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ اﻟﻮﻟﻴﺪ "

فانظر عزيزي القارئ الكريم كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أثر في ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ بحسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم وحسن إنصاته للناس وهناك قصص كثيرة في السيرة النبوية تبين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مستمعا جيدا.

وقال الحسن البصري -رحمه الله - ((إذا جالست الجهال فأنصت لهم وإذا جالست العلماء فأنصت لهم ؛ فإن في إنصاتك للجهال زيادة في الحلم، وإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم)).



  • قد تكون متحدثا جيدا ومستمعا سيئا

  • استمع أكثر مما تتحدث فالله تعالى خلق لك لسانا واحدة وأذنان اثنتان

  • الإستماع والإنصات الجيد من أفضل الوسائل لجمع المعلومات والتعلم

  • عند الإنصات إلى الناس تتعلم طريقة تفكيرهم الإنصات الفعال غير الاستماع، ويعني: «الاستماع باهتمام وبالجوارح كلها» من خلال ملامح الوجه، ولغة الجسد، والرسائل الإيجابية التي يبعثها المنصت المنتبه للمتكلم .. أي يطبق المثل القائل: «كلي آذان صاغية».


كيف أكتسب مهارة الإنصات؟



  • لا تقاطع

هذه الصفة السيئة من أسوأ الصفات عند الحديث مع شخص معين وقد تعمدت أن أجعلها في المرتبة الأولى من بين الصفات التي يجب عليك تركها.
فعندما يتحدث إليك شخص معين ويصل إلى مرحلة مهمة في حديثه معك تقوم أنت بمقاطعته بإعتراض مثلا أو بإعطائه وابلا من الأسئلة أو المعلومات، فتسبب بهذا تشتت أفكار المتحدث ويراوده شعور سيء جدا، يمكنك تأجيل الأسئلة أو الملاحظات وطرحها عليه بعد أن ينهي حديثه.



  • لا تنشغل بالهاتف

بعض الأشخاص عند التحدث مهم تجده لا يفلت الهاتف من يديه طوال الوقت، حتى عند التحدث مع شخص مهم له مثل أمه أو أبوه أو مديره أو معلمه...إلخ
فكيف بالله عليك تريد من الناس أن يحبونك ويهتموا بك وهاتفك لا يفارق يديك.
وحتى لو كانت في أمس الحاجة لأن تستخدم هاتفك فعليك أن تؤجل ذلك قليلا ريثما تكمل الحديث مع الشخص المطلوب، فعند إستخدام الهاتف عند الكلام مع شخص معين سرعان ما يراودة شعور بأنك لا تلقي لكلامه أدنى إهتمام وربما يشعر بالإهانة من هذا التصرف، فالحذار ثم الحذار من ذلك.



  • لا تكثر الإلتفات 

هذا تصرف آخر من التصرفات التي يجب أن تتخلى عنها إذا كنت تريد أن تكتسب مهارة الإستماع أو فن الإنصات، فعندما تلتفت هنا وهناك أنت توصل رسالة سلبية إلى الشخص الذي يحدثك أنك لا تلقي له بالا وهي من الصفات التي يجب أن تتخلى عنها.


  • لا تنظر إلى الساعة

النظر إلى الساعة باستمرار يعني أنك مصاب بالملل الكبير من الإستماع للشخص المطلوب، ويعني كذلك أنك تريد الإنصراف وترك الحديث مع هذا الشخص.



  • لا تخرج عن الموضوع

من أسوأ التصرفات عند الحديث مع شخص معين هو الخروج من موضوع الحديث، كيف ذلك؟!
مثلا قد يحدثك شخص معين عن إنجازاته الجديدة ويكون في قمة الفخر بذلك وفي أثناء الحديث تقاطعه بكلامك عن موضوع أخر ليس له أدنى علاقة بلب حديثه وهذا يعني أنك تلقي بكل كلامه وراء ظهرك وبهذا أنت قمت بتحطيم الشعور الجميل الذي كان يراوده عند حديثه إليك.



  • تجنب قول بعض العبارات

لا تستخف بكلام الآخر أو توجه إليه عبارات مثل: ( ما أسخف كلامك )، ( بديهي ما تقول فكلنا نعرفه ).




  • إعرف الإهتمات

من أقوى الصفات التي تجعل منك مستمعا ماهرا هي معرفة الإهتمامات الخاصة بالشخص المطلوب، لكن كيف يكون ذلك؟!
إذا عرفت أن هذا الشخص مهتم مثلا بالأخبار الدولية، فما عليك إلا أن تهديه طرف الخيط وهو سيكمل الباقي فتقول له مثلا هل صحيح أن أمريكا أصبحت أكبر دولة في أعداد المصابين بفيروس كورونا؟!
سيقوم هو من فورة بسرد التفاصيل وتوضيح ما خفي عنك من أمور في هذا الشأن، أن ستكون حينها مستمعا حاذقا ومهتما جدا بهذه المعلومات.
لكن قد يقول قائل وأنا ما شأني بكل هذه المعلومات التي لا تهمني ولا أريدها؟!
أقول لك إن كنت تريد هذا أن تكسب ود ومحبة هذا الشخص فعليك أن تهتم بما يهتم، واللبيب تكفيه الإشاره.



  • لا تحول الكلام إلى دعابة واستهزاء

أن تتحلى بروح الدعابة شيء جميل، لكن لا تسرف بها كثيراً بينما الآخر يتحدث، أو تحولها إلى سخرية، فهذا يفقدك أهميتك ويجعل الآخرين لا يحملونك على محمل الجد.






  • انظر إلى عينيه

من الأمور الهامة عند الإستماع إلى شخص معين هي النظر إلى عينيه فلا تنظر مثلا إلى رجله ههههه أو بطنه...الخ



  • لا تكرر هذه العبارات كثيرا

ليس من اللائق أبداً أن تكرر عبارة: ( ماذا قلت؟ )، أو ( ماذا كنت تقول؟ ) فهذا يعني عدم التركيز معه.




  • تفاعل مع الكلام

تفاعل ثم تفاعل مع الكلام بحيث تبتسم عندما يعطيك نكته وتعبر عن حزنك عند كلامه عن أمور محزنه وتبدي فرحك وسرورك عندما يتحدث عن أشياء مفرحة…. إلخ


  • لا تنشغل مع البيئة المحيطة

من الأمور التي يجهلها الكثير منا وتعتبر من الصفات السلبية في الإستماع هي الإنشغال بما يحيط بنا سواء كانوا أشخاص أو أي شيء آخر مثلا عندما تكون مستمعا للشخص المراد تقوم بالحديث مع شخص آخر في الجوار أو تذهب لجلب شيء معين في أثناء الحديث.


  • إفهم المشاعر

لا تهمل المشاعر غير اللفظية للمتحدث، كاحمرار الوجه ورفع الصوت ولغة العيون.


  • الحضور متأخرا

إذا حضرت في وسط الحديث لا تتدخل مباشرة فيكون كلامك ثقيل الظل، بل انتظر حتى يستأنف الموضوع ويتم إخبارك به، ومن ثم استأذن لتأخذ دورك في الكلام.




ليست هناك تعليقات:

عزيزي القارئ الكريم شاركنا برأيك وتعليقاتك فرأيك يهمنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.