شائع

أكثر من 40 نصيحة تجعل منك معلما ناجحا

 🌸

كيف تكون معلم ناجح


هذه مجموعة من النصائح نهديها لمن يحمل أشرف وأكرم مهنة بين المهن البشرية وهو المعلم من يعلم الناس الخير ويخرج لنا الأجيال الصاعدة التي تخدم  هذه الامة وأنا أقول اذا صلح المعلم صلح المجتمع واذا فسد المعلم فسد المجتمع لذلك أقول لك أخي المعلم بأنك تحمل وظيفة عظيمة وأنك أنت صانع الأجيال العظيمة والمتعلمة وأنك أنت من تحارب الجهل الذي يفتك بهذه الأمة. 

وقد قمنا بجمع هذه النصائح التي رأينا فيها النفع العظيم للمعلمين وإنشاء الله نكون قد أفدناكم بها والله الموفق.


أكثر من 40 نصيحة لكي تكون معلما ناجحا



1 - أخلص نيتك لله تعالى :


 فالإخلاص يرفع شأن الأعمال حتى تكون مراقي للفلاح ، 🌸 والإخلاص هو الذي يحمل على مواصلة عمل الخير ، 🌸 وهو الذي يجعل في عزم الرجل متانة ، 🌸 ويربط على قلبه إلى أن يبلغ الغاية . 🌸 وكثير من العقبات لا يساعدك على العمل لتذليلها إلا الإخلاص . 🌸 ولولا الإخلاص يضعه الله في قلوب زاكيات لحرم الناس من خيرات كثيرة تقف دونها عقبات . 🌸 ومدار الإخلاص على أن يكون الباعث على العمل أولا امتثال أمر الله ، 🌸 وابتغاء وجهه -عز وجل - . 🌸 ولا حرج على من يطمح بعد ذلك إلى شيء آخر كالفوز بنعيم الآخرة ، 🌸 والنجاة من أليم عذابها . 🌸 بل لا يذهب بالإخلاص بعد ابتغاء وجه الله أن يخطر ببال الإنسان أن للعمل الصالح آثارا طيبة في هذه الحياة الدنيا ، 🌸 كطمأنينة النفس ، 🌸 وأمنها من المخاوف ، 🌸 وصيانتها من مواقف الهون ، 🌸 إلى غير ذلك من الخيرات التي تعقب العمل الصالح ، 🌸 ويزداد بها إقبال النفوس على الطاعات قوة إلى قوة .




2 - يجب ان تعرف فضل العلم والتعليم: 


فللعلم شأن جلل ، 🌸 وفضل عظيم ، 🌸 ومكانة سامقة ، 🌸 فيحسن بالمعلمين أن يستحضروا هذا المعنى ، 🌸 ويضعوه نصب أعينهم وفي سويداء قلوبهم؛ فما يقدمونه في سبيل العلم يعلي ذكرهم ، 🌸 ويزكي علومهم ، 🌸 ويعود بالنفع عليهم وعلى أمتهم . 🌸 ولهذا فلا غرو أن تتظاهر آثار الشرع ، 🌸 وأقوال السلف ، 🌸 وكلمات الحكماء في بيان فضل العلم ونشره بين الناس . 🌸 قال -تعالى -: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} (المجادلة: 11) . 🌸 قال ابن عباس -رضي الله عنهما -: العلماء فوق المؤمنين مائة درجة ، ما بين الدرجتين مائة عام .  قال وهب ابن منبه: يتشعب من العلم الشرف وإن كان صاحبه دنيا ، والعز وإن كان صاحبه مهينا ، 🌸 والقرب وإن كان قصيا ، 🌸 والغنى وإن كان فقيرا ، 🌸 والمهابة وإن كان وضيعا . 




3 - الزم التقوى بكل أحوالك:


 فالتقوى هي العدة في الشدائد ، 🌸 والعون في الملمات ، 🌸 وهي مهبط الروح والطمأنينة ، 🌸 ومتنزل الصبر والسكينة ، 🌸 وهي مرقاة العز ، 🌸 ومعراج السمو إلى السماء ، 🌸 وهي التي تثبت الأقدام في المزالق ، 🌸 وتربط على القلوب في الفتن . 🌸 فما أحوجك أخي المعلم إلى تقوى الله - عز وجل - وما أجدرك بدوام مراقبة ربك في سرك وعلانيتك ، 🌸 وفي أقوالك وأعمالك؛ فإنك أمين على ما أودعك الله من العلوم ، 🌸 وما منحك من الحواس والفهوم . 🌸 ومن لزوم التقوى طهارة الباطن من الأخلاق الرديئة ، 🌸 والمحافظة على شعائر الإسلام كإقامة الصلاة في المساجد ، 🌸 وإفشاء السلام للخواص والعوام ، 🌸 وما يستتبع ذلك مما سيرد ذكره في ما سيأتي -إن شاء الله تعالى - . 





4 - يجب عليك أن تستشعر المسؤولية:


 فمسؤولية التعليم عظيمة ، 🌸 والأمانة الملقاة على عواتق أهله كبيرة؛ فما طريق المعلمين بلا حبة ، 🌸 ولا مهمتهم بيسيرة؛ فلقد تحملوا الأمانة وهي ثقيلة ، 🌸 واستحقوا الإرث وهو ذو تبعات ، 🌸 وينتظر منهم ما ينتظره المدلج في الظلام من تباشير الصبح؛ فإن الأمة ترجو أن يبنى بهم جيل قوي الأسر ، 🌸 شديد العزائم ، 🌸 سديد الآراء ، 🌸 متين العلم ، 🌸 متماسك الأجزاء . 🌸 ولا يقال هذا الكلام؛ تهويلا ، 🌸 وإنما يقال؛ ترويضا؛ فمن وطن نفسه على المكروه هانت عليه الشدائد ، 🌸 ووجد كل شيء باسما جميلا محبوبا . 🌸 ومن تخيل الراحة ، 🌸 وحكم أخيلتها في نفسه ، 🌸 ثم كذبته الآمال -كان بين عذابين ، 🌸 أمضهما كذب المخيلة . 🌸 قال ابن حزم: وطن نفسك على ما تكره يقل همك إذا أتاك ، 🌸 ويعظم سرورك ويتضاعف إذا آتاك ما تحب مما لم تكن قدرته . 🌸 فيا معاشر المعلمين ، 🌸 إنكم عاملون فمسؤولون عن أعمالكم ، 🌸 فمجزيون عنها من الله ، 🌸 ومن الأمة ، 🌸 ومن التاريخ ، 🌸 ومن الجيل الذي تقومون عليه كيلا بكيل ، 🌸 ووزنا بوزن؛ فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ولكم من الله فضل جزيل ، 🌸 ومن التاريخ والأمة ثناء جميل . 🌸 وإن قصرتم فقد أسأتم لأنفسكم ولأمتكم ، 🌸 وإن لما يبوء به المقصرون من الندامة والمرارة ما يحلو معه بخع النفوس ، 🌸 وإتلاف المهج . 🌸 قال الله - تعالى -: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} (النساء: 58) . 🌸 وقال - الله عز وجل -: {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} (الأحزاب: 72) . 🌸 وقال النبي ": «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» . 




5 - الإقبال على القرآن وقراءته بتدبر وتعقل :


 فالقرآن هو الذي ربى الأمة وأدبها ، 🌸 فزكى منها النفوس ، 🌸 وصفى القرائح ، 🌸 وأذكى الفطن ، 🌸 وجلا المواهب ، 🌸 وأرهف العزائم ، 🌸 وأعلى الهمم ، 🌸 وصقل الملكات ، 🌸 وقوى الإرادات ، 🌸 ومكن للخير في النفوس ، 🌸 وغرس الإيمان في الأفئدة ، 🌸 وملأ القلوب بالرحمة ، 🌸 وحفز الأيدي للعمل النافع ، 🌸 والأرجل للسعي المثمر ، 🌸 ثم ساق هذه القوى على ما في الأرض من شر وباطل وفساد فطهرها منه تطهيرا ، 🌸 وعمرها بالحق والإصلاح تعميرا . 🌸 والقرآن هو الذي جلا العقول على النور الإلهي فأصبحت كشافة عن الحقائق العليا ، 🌸 وطهر النفوس من أدران السقوط والإسفاف إلى الدنايا فأصبحت نزاعة إلى المعالي ، 🌸 مقدمة على العظائم؛ فلم يزل بها هذا القرآن حتى أخرج من رعاة النعم رعاة الأمم ، 🌸 وأخرج من خمول الأمية أعلام العلم والحكمة . 🌸 وبهذه الروح القرآنية اندفعت تلك النفوس بأصحابها تفتح الآذان قبل البلدان ، 🌸 وتمتلك بالعدل والإحسان الأرواح قبل الأشباح . 🌸 فحقيق علينا - معاشر المعلمين - أن نقبل على كتاب ربنا -جل وعلا - قراءة ، 🌸 وتدبرا ، 🌸 وفهما ، 🌸 وعقلا ، 🌸 واهتداء بهديه ، 🌸 وتخلقا بأخلاقه؛ لنحظى بأجل الخيرة ، 🌸 ونظفر بحميد العاقبة .




6 - المداومة والملازمة لذكر الله -عز وجل -: 


فبذكر الله تطمئن القلوب ، 🌸 وتزكو النفوس ، 🌸 وتزول الهموم والغموم . 🌸 قال -تعالى -: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: 28) . 🌸 ثم إن ذكر الله يهون الصعاب ، 🌸 ويزيد في القوة ، 🌸 قال ابن القيم في معرض حديثه عن فضائل الذكر: إن الذكر يعطي الذاكرة قوة ، 🌸 حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه . 🌸 وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه ، 🌸 وكلامه ، 🌸 وإقدامه أمرا عجيبا ، 🌸 فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر . 🌸 وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمرا عظيما . 🌸 زيادة على ذلك فإن ملازمة الذكر يعد من أجل الأعمال إن لم يكن أجلها . 🌸 قال شيخ الإسلام ابن تيمية: مما هو كالإجماع بين العلماء بالله وأمره أن ملازمة ذكر الله دائما هو أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة . 🌸 وأفضل الذكر بعد القرآن تلك الكلمات الأربع: سبحان الله ، 🌸 والحمد لله ، 🌸 ولا إله إلا الله ، 🌸 والله أكبر . 🌸 وكذلك لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فهذه الكلمة لها تأثير عجيب في ثبات القلب ، 🌸 ومعاناة الأشغال ، 🌸 وركوب الأهوال . 




7 - قل ربي زدني علما: 


فلا تستنكف من التعلم ، 🌸 ولا تقنع بما لديك من العلم ، 🌸 فالعلم أساس ترفع عليه قواعد السعادة ، 🌸 ولا تنفتح كنوزه إلا بتدقيق النظر ممن تصدى للإفادة والاستفادة . 🌸 فيا أيها المعلم المبارك أعيذك بالله من صنيع بعض المعلمين؛ فما أن ينال الشهادة التي تؤهله للتعليم إلا وينبذ العلم وراءه ظهريا ، 🌸 إما اشتغالا عن العلم ، 🌸 أو زهدا به ، 🌸 أو ظنا منه أنه قد استولى بالشهادة على الأمد ، 🌸 وأدرك بها الغاية القصوى من العلم . 🌸 وما هي إلا مدة ثم ينسى كثيرا مما تلقاه من العلم أيام الطلب ، 🌸 وإذا تمادى به الأمر كاد أن يعد من جملة العوام . 🌸 فما ذلك المسلك بسديد ولا رشيد؛ فلم يقض حق العلم ، 🌸 بل لم يدر ما شرف العلم ذلك الذي يطلبه لينال به رزقا ، 🌸 أو ينافس به قرينا ، 🌸 حتى إذا أدرك وظيفة ، 🌸 أو أنس من نفسه الفوز على القرين -أمسك عنانه ثانية ، 🌸 وتنحى عن الطلب جانبا . 🌸 وإنما ترفع الأوطان رأسها ، 🌸 وتبرز في مظاهر عزتها بهمم أولئك الذين يقبلون على العلم بجد وثبات ، 🌸 ولا ينقطعون عنه إلا أن ينقطعوا عن الحياة ، 🌸 لا تحول بينهم وبين نفائس العلوم وعورة المسلك ، 🌸 ولا طول مسافة الطريق ، 🌸 بعزم يبلى الجديدان وهو صارم صقيل ، 🌸 وحرص لا يشفي غليله إلا أن يغترفوا من العلوم بأكواب طافحة . 🌸 فالاشتغال بالعلم ، 🌸 والتزود منه -يثبته ، 🌸 ويزيده ، 🌸 ويفتح أبوابه . 🌸 ولو لم يأت من ذلك كله إلا أن الاشتغال بالعلم يقطع عن الرذائل ، 🌸 ويوصل إلى الفضائل . 🌸 قال ابن حزم: لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به إلا أن يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية ، 🌸 ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم ، 🌸 وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس -لكان ذلك أعظم داع إليه ، 🌸 فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره؟ . 🌸 قال سعيد بن جبير: لا يزال الرجل عالما ما تعلم ، 🌸 فإذا ترك العلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده -فهو أجهل ما يكون . 🌸 كيف لا وهذا رسول الله " وهو المعلم والمزكى من الله -عز وجل - يأمره الله أن يقول: {وقل رب زدني علما} (طه: 114) . 





8 - كن أنت القدوة لطلابك :


 فالمعلم كبير في عيون طلابه ، 🌸 والطلاب مولعون بمحاكاته والاقتداء به؛ لذلك كان لزاما على المعلمين أن يتصفوا بما يدعو إليه العلم من الأخلاق والأعمال؛ فهم أحق الناس بذلك وأهله؛ لما تميزوا به من العلوم التي لم تحصل لغيرهم ، 🌸 ولأنهم قدوة للناس . 🌸 فإذا كانوا كذلك أثروا على طلابهم ، 🌸 وانطبع من تحت أيديهم على أخلاق متينة ، 🌸 وعزائم قوية ، 🌸 ودين صحيح . 🌸 وإن المعلم لا يستطيع أن يربي تلاميذه على الفضائل إلا إذا كان هو فاضلا ، 🌸 ولا يستطيع إصلاحهم إلا إذا كان بنفسه صالحا؛ لأنهم يأخذون عنه بالقدوة أكثر مما يأخذون عنه بالتلقين . 🌸 ولقد كان السلف الصالح -رضي الله عنهم - يستعينون بالعمل على العلم؛ لأن العلم إذا عمل به نما ، 🌸 واستقر ، 🌸 وكثرت بركته . 🌸 وإذا ترك العمل به ذهبت بركته ، 🌸 وربما صار وبالا على صاحبه؛ فروح العلم ، 🌸 وحياته ، 🌸 وقوامه إنما هو بالقيام به عملا ، 🌸 وتخلقا ، 🌸 وتعليما ، 🌸 ونصحا؛ فالشرف للعلم لا يثبت إلا إذا أنبت المحامد ، 🌸 وجلب السعادة ، 🌸 وأثمر عملا نافعا . 🌸 ومما يحقق ذلك قوله -تعالى -: {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} (الجمعة: 5) . 🌸 فانظر كيف ذم الله الذين درسوا التوراة ، 🌸 وأتوا عليها تلاوة ، 🌸 ثم أحجموا عن العمل بموجبها -في أسلوب بليغ؛ فضرب في وصفهم مثل الحمار يحمل الأسفار؛ من حيث خلوهم عن المزية ، 🌸 وعدم استحقاقهم للحاق بزمرة العلماء؛ إذ لا ميزة بين من يحمل كتب الحكمة على غاربه وبين من يضعها داخل صدره أو دماغه إذا صد وجهه عن العمل بها . 🌸 وتنسحب هذه المذمة على كل من حفظ علما طاشت به أهواؤه عن اقتفائه بصورة من العمل تطابقه .





9 - يجب عليك أن تحترم العلماء : 


فيرد في الدرس كثيرا مناقشة لآراء العلماء ، 🌸 واجتهاداتهم على اختلاف مآخذهم واستنباطاتهم؛ فجدير بالمعلم أن يحترم آراء العلماء؛ ليتربى الطلاب على محبة العلم والعلماء ، 🌸 ولكي يعرفوا للرجال أقدارهم . 🌸 ولا يعني احترام آراء العلماء أخذها بالقبول والتسليم على أي حال ، 🌸 وإنما يراد بذلك عرضها بتثبت على ميزان البحث العلمي الصحيح ، 🌸 ثم الفصل فيها من غير تطاول عليها ، 🌸 ولا انحراف عن سبيل الأدب في تفنيدها . 🌸 فالفطر السليمة والنفوس الزاكية لا تجد من الإقبال على حديث من يستخفه الغرور بما عنده مثل ما تجد من الإقبال على حديث من أحسن الدرس أدبه ، 🌸 وهذب الأدب منطقه . 🌸 وإذا كان الأستاذ كمدرسة يتخرج في مجالس درسه خلق كثير -فحقيق عليه أن يكون المثال الذي يشهد فيه الطلاب كيف تناقش آراء العلماء مع صيانة اللسان من هجر القول الذي هو أثر الإعجاب بالنفس ، 🌸 والإعجاب بالنفس أثر ضعف لم تتناوله التربية بتهذيب . 





10 - يجب عليك أن  تبتعد عن مواطن الريب:


 فأحر بالمعلم أن يعز نفسه ، 🌸 وأن يصون علمه ، 🌸 وأن يجانب مواطن الريب ، 🌸 وأن يرتفع عن مواطن المهانة ، 🌸 فلا يغشى مجالس السفل ، 🌸 ولا يرتاد منتديات الخنا والزور ، 🌸 ولا يسير إلا على وفق ما تمليه عليه المروءة والحكمة . 🌸 قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في وصاياه للمعلمين: وأوصيكم باتقاء مواطن الشبه ، 🌸 واجتناب مصارع الفضيلة ، 🌸 وبإجرار الألسنة عن مراتع الغيبة والنميمة ، 🌸 وفطمها عن مراضع اللغو واللجاج؛ فهي مفتاح باب الشر ، 🌸 وثقاب نار العداوة والبغضاء . 🌸 وقال: إن العامة التي ائتمنتكم على أبنائها تنظر إلى أعمالكم بالمرآة المكبرة؛ فالصغيرة من أعمالكم كبيرة ، 🌸 والخافتة من أقوالكم تسمعها جهيرة؛ فاحذروا ثم احذروا . 🌸 ولئن كانت عزة النفس جميلة رائعة من كل أحد فلهي من أهل العلم أجمل وأروع . 🌸 ولئن كانت مرغوبة مطلوبة من كل أحد -فلهي من أهل العلم أولى وأحرى . 🌸 فأكرم بمن رفعه العلم ، 🌸 فرفع العلم ، 🌸 وأجدر بذي العلم أن يكون ذا نفس زكية ، 🌸 وساحة طاهرة نقية؛ حتى لا يكون الخلل حائلا بينه وبين هداية الناس .




11 - اعلم أن لزملائك عليك حقا: 


فمن حق زملائك عليك أن تقدرهم حق قدرهم ، 🌸 وأن تنصح لهم ، 🌸 وتحب لهم ما تحبه لنفسك ، 🌸 وتكره لهم ما تكره لنفسك . 🌸 قال عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» . 🌸 ومن حقهم أن تزيد في الإجلال والتقدير من يكبرك في السن والعلم ، 🌸 خصوصا ممن لهم فضل عليك في تعليمك وتوجيهك؛ فلهؤلاء حق خاص ، 🌸 وقيامك بهذا الحق دليل على نبلك وكرم أخلاقك . 🌸 ومن حقهم عليك أن ترفع من أقدارهم ، 🌸 وألا تذكرهم إلا بخير ، 🌸 وأن تحسن العشرة إذا اجتمعت بهم ، 🌸 وأن تحفظ العهد والغيب إذا فارقتهم . 🌸 ومن حقهم أن تدعو لهم ، 🌸 وأن تحرص على مناصحتهم ، 🌸 وعلى ستر عيوبهم ، 🌸 وأن يكون صدرك سليما لهم . 🌸 ومن حقهم أن تقبل نصيحتهم ، 🌸 وأن تحسن الظن بهم ، 🌸 وأن تحمل كلامهم على أحسن المحامل ، 🌸 وأن تقيل عثراتهم إذا أخطأوا ، 🌸 وأن لا تعجل بمعاتبتهم إذا زلوا . 🌸 أقل ذا الود عثرته وقفه . 🌸 . 🌸 . 🌸 على سنن الطريق المستقيمه ولا تسرع بمعتبة إليه . 🌸 . 🌸 . 🌸 فقد يهفو ونيته سليمه ومن حقهم أن تبادرهم بالسلام ، 🌸 وأن ترد عليهم إذا حيوك بمثلها أو بأحسن منها . 






12 - تحلى بحسن الخلق:


 وحسن الخلق يتمثل في بذل الجميل ، 🌸 وكف القبيح ، 🌸 وأن يكون الإنسان سهل العريكة ، 🌸 لين الجانب ، 🌸 طلق الوجه ، 🌸 قليل النفور ، 🌸 طيب الكلمة . 🌸 وجماع حسن الخلق أن تصل من قطعك ، 🌸 وتعطي من حرمك ، 🌸 وتعفو عمن ظلمك . 🌸 وقد جمع الله -عز وجل - ذلك في آية واحدة ، وهي قوله -تعالى -: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} (الأعراف: 199) . 🌸 ولئن كان حسن الخلق جميلا من كل أحد فهو من المعلم أجمل وأجمل؛ فحري بالمعلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق ، 🌸 وجدير به ألا يغفل ذلك من حسابه . 🌸 قال الزيات: ولعمري ما يؤتى المعلم إلا من إغفاله هذه الجهة؛ فالادعاء ، 🌸 والتظاهر ، 🌸 والكبرياء ، 🌸 والتفاخر ، 🌸 والبذاءة ، 🌸 والتنادر ، 🌸 والكذب ، 🌸 والتحيز ، 🌸 والكسل ، 🌸 والتدليس -آفات العلم ، 🌸 وبلايا المعلم . 🌸 وما استعبد النفس الشابة الحرة كالخلق الكريم ، 🌸 ولا يسر تعليمها وتقويمها كالقدوة الحسنة ، 🌸 ناهيك بما يتبع ذلك من جمال الأحدوثة ، 🌸 واستفاضة الذكر وهما يزيدان في قدرة المعلم واعتباره ، 🌸 ويغنيان الطلاب الجدد عن اختباره . 




13 - الاعتناء بالملبس:


 فالمعلم قدوة ، 🌸 ومثال يحتذى -كما مر - آنفا -ومما يحسن به أن يعتدل في ملبسه؛ لأن الملبس عنوان على انتماء الشخص ، 🌸 بل تحديد له ، 🌸 وهل اللباس إلا وسيلة من وسائل التعبير عن الذات؟ فكن حذرا في لباسك؛ لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك في الانتماء ، 🌸 والتكوين والذوق . 🌸 ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل الباطن . 🌸 والناس يصنفونك من لباسك ، 🌸 بل إن كيفية اللبس تعطي الناظر تصنيف اللابس من الرصانة ، 🌸 والتعقل ، 🌸 أو التمشيخ والرهبنة ، 🌸 أو التصابي وحب الظهور؛ فخذ من اللباس ما يزينك ولا يشينك ، 🌸 ولا يجعل فيك مقالا لقائل ، 🌸 ولا لمزا للامز فالإسلام - وإن عني بتزكية الأرواح ، 🌸 وترقيتها في مراقي الفلاح - لم يبخس الحواس حقها ، 🌸 بل قضى للأجسام لبانتها من الزينة والتجمل بالقسطاس المستقيم . 🌸 فالتجمل والعناية بالمظهر - في حد ذاته - أمر حسن؛ فالله -عز وجل - جميل يحب الجمال ، 🌸 ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده . 🌸 وإنما المحذور هو المبالغة في التجمل ، 🌸 وصرف الهمة للتأنق ، 🌸 واشتداد الكلف بحسن البزة والمظهر؛ فهذا الصنيع يقطع عن الاهتمام بإصلاح النفس ، 🌸 ويومئ إلى نقص متأصل . 





14 - لا تسرف في المزاح:


 فالطلاب ينتابهم الكسل ، 🌸 ويغلب عليهم السآمة والملل؛ فإذا لطف المعلم حرارة الدرس ، 🌸 وكسر حدة الجد بشيء من المزاح -كان ذلك باعثا على النشاط ، 🌸 مجددا للهمة ولكن احذر من كثرة المزاح مع طلابك فكثرة المزاح معهم سيذهب بالوقار والهيبة . 





15 - الإقرار بالنقص:


 قال ابن حزم: لو علم الناقص نقصه لكان كاملا . 🌸 وقال: لا يخلو مخلوق من عيب ، 🌸 فالسعيد من قلت عيوبه ودقت .





16 - لابد وأن تعرف عيوبك : 


فمعرفة الداء تعين على وصف الدواء ، 🌸 قال ابن المقفع: من أشد عيوب الإنسان خفاء عيوبه عليه؛ فإن من خفي عليه عيبه خفيت عليه محاسن غيره . 🌸 ومن خفي عليه عيب نفسه ، 🌸 ومحاسن غيره -فلن يقلع عن عيبه الذي لا يعرف ، 🌸 ولن ينال محاسن غيره التي لا يبصر أبدا . 🌸 وقال محمود الوراق: أتم الناس أعرفهم بنقصه ... وأقمعهم لشهوته وحرصه وقال ابن حزم: واعلم يقينا أنه لا يسلم إنسي من نقص حاشا الأنبياء -صلوات الله عليهم - فمن خفيت عليه عيوب نفسه فقد سقط ، 🌸 وصار من السخف ، 🌸 والرذالة ، 🌸 والخسة ، 🌸 وضعف التمييز والعقل ، 🌸 وقلة الفهم بحيث لا يتخلف عنه متخلف من الأراذل ، 🌸 وبحيث ليس تحته منزلة من الدناءة؛ فليتدارك نفسه بالبحث عن عيوبه ، 🌸 والاشتغال بذلك عن الإعجاب بها ، 🌸 وعن عيوب غيره التي لا تضره لا في الدنيا ولا في الآخرة .






17 - تخلص من العيوب:


 فلا يكفي مجرد معرفة العيوب ، 🌸 بل لا بد من السعي في الخلاص منها . 🌸 قال -تعالى -: {قد أفلح من تزكى} (الأعلى: 14) . وقال: {قد أفلح من زكاها} (الشمس: 9) . 🌸 قال ابن حزم: العاقل من ميز عيوب نفسه ، 🌸 فغالبها ، 🌸 وسعى في قمعها ، 🌸 والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه إما لقلة علمه وتمييزه ، 🌸 وضعف فكرته؛ وإما لأنه يقدر أن عيوبه خصال ، 🌸 وهذا أشد عيب في الأرض . 






18 - حسن التعاهد للنفس:


 قال ابن المقفع: ليحسن تعاهدك نفسك بما تكون به للخير أهلا؛ فإنك إن فعلت ذلك أتاك الخير يطلبك كما يطلب الماء السيل إلى الحدورة . 🌸 وقال ابن حزم: إهمال ساعة يفسد رياضة سنة . 






19 - ألا نجعل إساءة الأمس مسوغة لإساءة اليوم ، ولا إساءة فلان من الناس مسوغة لإساءتنا:


 قال ابن حزم: لم أر لإبليس أصيد ، 🌸 ولا أقبح ، 🌸 ولا أحمق من كلمتين ألقاها على ألسنة دعاته ، 🌸 إحداهما: اعتذار من أساء بأن فلانا أساء قبله . 🌸 والثانية: استسهال الإنسان أن يسيء اليوم؛ لأنه قد أساء أمس ، 🌸 أو أن يسيء في وجه ما؛ لأنه قد أساء في غيره . 🌸 فقد صارت هاتان الكلمتان عذرا مسهلتين للشر ، 🌸 ومدخلتين له في حد ما يعرف ، 🌸 ويحمل ، 🌸 ولا ينكر .






20 - يجب عليك ان تكون على اطلاع بكل جديد ومفيد فيما يخدم التربية والتعليم:


 فذلك مما ينمي المهارة ، 🌸 ويعين على الارتقاء بالمستوى . 🌸 ومما يعين على رحابة الصدر وقوة الاحتمال ما يلي:



أ - سعة الأفق:

 فيحسن بالمعلم أن يكون ذا أفق واسع؛ فذلك من أسباب سعادته ، 🌸 وأدائه لمهمته كما ينبغي؛ ذلك أن الخطأ والقصور ملازم للطالب قلما ينفك عنه ، 🌸 وبخاصة في هذا الوقت ، 🌸 وحين يدرك المعلم ذلك يضع الأخطاء في حجمها الطبيعي . 🌸 ولا يتسنى للمعلم أن يعمل ذلك إلا إذا كان واسع الأفق . 🌸 أما ضيق الأفق فجبان رعديد ، 🌸 يخاف الأمور الصغيرة ، 🌸 ويشتد فزعه من الحوادث التافهة الحقيرة ، 🌸 ويغضب أشد الغضب للكلمة النابية ، 🌸 ويصل إلى أقصى حد من الغضب للحوادث اليومية التي يكفي لمرورها غض الطرف عنها ، 🌸 ويمكن بقليل من سعة العقل ، 🌸 ورحابة الصدر أن ينظر إليها ، 🌸 ويبتسم من حدوثها . 🌸 ولكنه يمعن في الألم منها؛ لضيق أفقه ، 🌸 وقلة تحمله . 🌸 فالذي يؤمل أن يسير الناس كما يشتهي ، 🌸 ويعملوا على وفق ما يريد فخير له ألا ينتظر طويلا؛ لأنه قد رام مستحيلا . 🌸 ولكن خير من ذلك أن تأخذ الناس كما هم ، 🌸 وأن تتلقى شرورهم ، 🌸 وأعمالهم الصغيرة بصدر رحب ، 🌸 وأفق واسع ، 🌸 ونفس مطمئنة . 🌸 وبالجملة فمن ضاق صدره ، 🌸 وقل احتماله تنغصت حياته ، 🌸 ولم يصدر عنه خير كثير ، 🌸 أو عمل كبير . 🌸 قال الرافعي: إذا استقبلت العالم بالنفس الواسعة رأيت حقائق السرور تزيد وتتسع ، 🌸 وحقائق الهموم تصغر وتضيق ، 🌸 وأدركت أن دنياك إذا ضاقت فأنت الضيق لا هي .


ب - التغاضي: 

فالتغاضي من أخلاق الأكابر والعظماء؛ وهو مما يعين المعلم على قوة التحمل ورحابة الصدر؛ وينأى به عن مواضع الغضب ، 🌸 واستثارة الأعصاب؛ فيحسن بالمعلم أن يتغاضى عن كثير من الأمور ، 🌸 خصوصا مما يحدث من الطلاب؛ فيجمل به أن يضرب صفحا عن بعض الأمور التي يسعه فيه التغاضي ، 🌸 كما يجمل به ألا يفسر كل ما يحدث من الطلاب على أنه يصدر من منطلق عدواني . 


ج - التدرب على تحمل الطلاب في المناقشة:

 وذلك بأن نتلقى مناقشاتهم بصدر رحب ، 🌸 ولا نقتل آراءهم بالكلمات الجارحة ، 🌸 أو نتعسف في ردها ، 🌸 فندافعها بما نعتقد في أنفسنا أنه غير كاف لدفاعها . 🌸 بل يحسن بنا أن نرجع إلى فهم الطالب إذا كان أقرب للصواب؛ فذلك من أدل الأدلة على فضيلة المعلم وعلو مرتبته ، 🌸 وحسن خلقه ، 🌸 وإخلاصه لله -عز وجل - . 🌸 وإذا لم نصل إلى هذه الحال فلنعود أنفسنا على ذلك؛ فإن المزاولات تعطي الملكات ، 🌸 والتمرينات ترقي صاحبها لدرج الكمالات . 🌸 وإنما العلم بالتعلم ، 🌸 وإنما الحلم بالتحلم ، 🌸 ومن يتحر الخير يعطه ، 🌸 ومن يتوق الشر يوقه . 🌸 يقص علينا التاريخ أن في الأساتذة من يحرص على أن يرتقي طلابه في العلم إلى الذروة ، 🌸 ولا يجد في نفسه حرجا من أن يظهر عليه أحدهم في بحث أو محاورة . 🌸 يذكرون أن العلامة أبا عبد الله الشريف التلمساني كان يحمل كلام الطلبة على أحسن وجوهه ، 🌸 ويبرزه في أحسن صوره . 🌸 ويروى أن أبا عبد الله -هذا - كان قد تجاذب مع أستاذه أبي زيد ابن الإمام الكلام في مسألة ، 🌸 وطال البحث اعتراضا وجوابا ، 🌸 حتى ظهر أبو عبد الله على أستاذه أبي زيد ، 🌸 فاعترف له الأستاذ بالإصابة ، 🌸 وأنشد مداعبا: أعلمه الرماية كل يوم ....... فلما اشتد ساعده رماني 



د - أن نضع أنفسنا موضع طلابنا:

 فهذا يدعو لالتماس المعاذير ، 🌸 والكف عن إنفاذ الغضب ، 🌸 والبعد عن إساءة الظن . 🌸 فإذا وضعنا أنفسنا موضع طلابنا وجدنا ما يسوغ بعض أخطائهم ، 🌸 فنقصر بذلك عن الجهل ، 🌸 ونحتفظ بهدوئنا؛ فيوم كنا طلابا ماذا يدور في خلدنا؟ ومن المعلم الذي يغدو في معاملته بألبابنا؟ إنه ذلك الذي يعذرنا ، 🌸 ولا يسيء الظن كثيرا بنا . 🌸 قال ابن المقفع: أعدل السير أن تقيس الناس بنفسك؛ فلا تأتي إليهم إلا ما ترضى أن يؤتى إليك . 🌸 وقال ابن حزم: من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه؛ فإنه يلوح له وجه تعسفه . 





21 - احذر من التأخر عن الدرس بلا مسوغ: 


فذلك ينتج عنه الإخلال بالأمانة ، 🌸 وترك الطلاب فوضى بلا رقيب ولا حسيب . 🌸 كما ينتج عنه إضاعة الدرس ، 🌸 وحرمان الطلاب من الفائدة . 





22 - احذر من الغياب بلا عذر:


 فلا يجوز أن يغيب بلا عذر؛ لأن في ذلك تفريطا وإخلالا ، 🌸 كما أن فيه إحراجا للزملاء ، 🌸 وإثقالا عليهم بحمل حصص الانتظار . 🌸 جـ -شغل الدرس بما لا ينفع: وذلك كأن يتشعب المعلم في أحاديث لا طائل تحتها ، 🌸 ولا فائدة ترجى من ورائها . 





23 - احذر من قلة الاستفادة من الاجتماعات:


 فالمعلمون كثيرا ما يجتمعون ، 🌸 ويلتقي بعضهم ببعض ، 🌸 واللائق بهم أن يكون اجتماعهم غنيمة يتعلم فيها بعضهم من بعض ، 🌸 ويتطارحون المسائل العلمية النافعة ، 🌸 ويتحدثون عن مشكلات الطلاب وحلولها ، 🌸 ومحاولة الارتقاء بالطلاب إلى الأكمل والأمثل ، 🌸 أو ما شاكل ذلك مما ينبغي لهم أن يأخذوا به؛ فهذا هو اللائق بهم ، 🌸 والمؤمل فيهم؛ إذ لا يليق بهم أن تضيع أوقاتهم سدى ، 🌸 فضلا عن أن تضيع بالقيل والقال ، 🌸 والاشتغال بالناس؛ فذلك مما يذهب ببهجة العلم ونوره . 🌸 بل يجمل بهم أن يترفعوا عن الاسترسال في أمور الحياة العامة ، 🌸 كالإغراق في الحديث عن النساء ، 🌸 وأخبار المتزوجين ، 🌸 أو الحديث عن الأطعمة ، 🌸 وألوانها . 🌸 قال الأحنف بن قيس: جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام؛ إني أبغض الرجل يكون وصافا لفرجه وبطنه . 🌸 وقال الشيخ محمد الخضر حسين: وإنه ليعظم في عينك الرجل بادئ الرأي ، 🌸 حتى تحسبه واحدا من رجال الأمة؛ فما يروعك إلا وقد أخذ يسوق إليك حديث الأطعمة ، 🌸 ويشخص لك هيئاتها يحللها تحليلا كيماويا ، 🌸 ثم يطبخها بلسانه مرة أخرى . 🌸 وإن لفقه النفس أثرا عظيما في تعديل المخاطبات وتحسين العادات .





24 - احذر من تأجيل الأعمال عن وقتها الحاضر: 


إما هروبا منها ، 🌸 أو تكاسلا في أدائها ، 🌸 فهذا لا يحسن بالمعلم؛ فالعمل الذي يؤجل قل أن يعمل ، 🌸 وإذا عمل فقل أن يعمل بإتقان كما لو كان في وقته ، 🌸 وإذا عمل في غير وقته ولو بإتقان أثر -في الغالب - على أعمال أخرى . 🌸 فينبغي للمعلم أن يحزم أمره ، 🌸 وأن يؤدي عمله بكل جد ، 🌸 وأن يغتنم كل فرصة ولو قلت؛ ليعمل بها ما تيسر ولو كان قليلا؛ فذلك مما يبعث نشاطه ، 🌸 ويريحه من تراكم الأعمال . 🌸 قال ابن المقفع: إذا تراكمت عليك الأعمال فلا تلتمس الروح بالروغان منها؛ فإنه لا راحة لك إلا في إصدارها . 🌸 وإن الصبر عليها هو الذي يخففها عنك ، 🌸 والضجر هو الذي يراكمها عليك . 🌸 وقال ابن حزم: لا تحقر شيئا من عمل غد أن تحققه بأن تعجله اليوم وإن قل؛ فإن قليل الأعمال يجتمع كثيرها ، 🌸 وربما أعجز أمرها عند ذلك فيبطل الكل .





25 - امتلك حسن المنطق: 


فحسن المنطق ، 🌸 وروعة البيان من مظاهر المروءة الصادقة ، 🌸 ومن أعظم الأسباب الداعية لقبول الحق . 🌸 ولهذا قيل: كلما كان اللسان أبين كان أحمد . 🌸 بل لقد ذكر الله -تبارك وتعالى - جميل بلائه في تعليم البيان ، 🌸 وعظيم نعمته في تقويم اللسان ، 🌸 فقال: {الرحمن} {علم القرآن} {خلق الإنسان} {علمه البيان} (الرحمن:1 -4) .  ومدح القرآن بالبيان والإفصاح ، 🌸 وبحسن التفصيل والإيضاح ، 🌸 وبجودة الإفهام وحكمة الإبلاغ ، 🌸 وسماه فرقانا ، 🌸 كما سماه قرآنا . 🌸 ولهذا يحسن بالمعلم -وأداته الأولى اللسان - أن يهذب ألفاظه ، 🌸 وأن يجمل كلامه؛ ليقع موقعه في القلوب ، 🌸 وليفهم الطلاب عنه ما يريد تبيانه . 🌸 كل ذلك مشروط بألا يتقصد حوشي الكلام ، 🌸 ولا يتعمد التقعير فيه . 🌸 وبالجملة فليحرص على تجنب السوقي القريب ، 🌸 والحوشي الغريب؛ حتى يكون كلامه حالا بين حالين ، 🌸 كما قال بعض الشعراء: عليك بأوساط الأمور؛ فإنها . 🌸 . 🌸 . 🌸 نجاة ولا تركب ذلولا ولا صعبا.





26 - يجب عليك الإصغاء للمتحدث والإنصات للسائل:


 فلا يليق بالمعلم أن يترك الإصغاء لمحدثه -خصوصا الطالب - سواء بمقاطعته ، 🌸 أو منازعته الحديث ، 🌸 أو بالإشاحة بالوجه عنه ، 🌸 أو إجالة النظر يمنة ويسرة . 🌸 كل ذلك مما ينافي أدب المحادثة؛ فينبغي للمعلم أن يتجافى عنه؛ فإن إقباله على محدثه دليل على ارتياحه له ، 🌸 وأنسه بحديثه . 🌸 بل إن المتحدث البارع هو المستمع البارع ، 🌸 وبراعة الاستماع تكون بالأذن ، 🌸 وطرف العين ، 🌸 وحضور القلب ، 🌸 وإشراقة الوجه ، 🌸 وبتحريك الرأس ونحو ذلك . 🌸 قال ابن عباس -رضي الله عنهما -: لجليسي علي ثلاث: أن أرميه بطرفي إذا أقبل ، 🌸 وأن أوسع له في المجلس إذا جلس ، 🌸 وأن أصغي إليه إذا تحدث . 🌸 ومما ينبغي للمعلم في هذا الصدد أن ينصت للسائل إذا سأل ، 🌸 قال ابن جماعة في أدب المعلم: أن يلازم الإنصاف في بحثه وخطابه ، 🌸 ويسمع السؤال من مورده على وجهه وإن كان صغيرا ، 🌸 ولا يترفع عن سماعه فيحرم الفائدة . 






27 - يجب عليك تدريب الطلاب على أساليب الكلام وآدابه وطرائقه: 


لأن ذلك مما ينمي عقل الطالب ، 🌸 ويزيده رغبة في الكشف عن حقائق الأمور . 🌸 كما أن ذلك مما يكسبه الثقة في نفسه ، 🌸 ويورثه الجرأة والشجاعة الأدبية ، 🌸 ويشعره بالسعادة والطمأنينة ، 🌸 والقوة والاعتبار . 🌸 وذلك مما يعده للبناء والعطاء ، 🌸 ويؤهله لأن يعيش كريما ، 🌸 شجاعا ، 🌸 صريحا في طرح آرائه . 🌸 أما التقصير في ذلك فيورث آثارا عكسية ، 🌸 ويجر على الطالب أضرارا قد تؤثر في مستقبله ، 🌸 ومسيرة حياته؛ فقد يعجز عن الكلام ، 🌸 وقد يصاب ببعض عيوب النطق من فأفأة ، 🌸 وتمتمة وغيرها . 





28 - ابتعد عن  تكرار الحديث بلا داع: 


فتكرار الحديث ، 🌸 أو القصة بلا داع لذلك يعد من عيوب الكلام؛ لأنه مما يورث الملالة ، 🌸 ويولد السآمة ، 🌸 مما يجعل الأذواق تمجه ، 🌸 والآذان تستك من سماعه . 🌸 كذلك لا يحسن بالمعلم أن يردد بعض العبارات بصورة كثيرة؛ فربما أخذها الطلاب عليه ، 🌸 وسموه بها . 🌸 قال الحكيم: إذا تحدثت في قوم لتؤنسهم . 🌸 . 🌸 . 🌸 من الحديث بما يمضي وما يأتي فلا تكرر حديثا إن طبعهم . 🌸 . 🌸 . 🌸 موكل بمعاداة المعادات واستعيد ابن عباس حديثا فقال: لولا أني أخاف أن أغض من بهائه ، 🌸 وأريق من مائه ، 🌸 وأخلق من جدته -لأعدته . 🌸 أما إذا دعت الحاجة لتكرار الحديث فلا بأس في ذلك . 





29 - لا تحرج الطالب في السؤال :


 فسؤال المعلم طلابه عما يعنيهم بعيدا عما يوقعهم في الحرج - حسن مطلوب ، 🌸 بل هو من مقومات الدرس . 🌸 ولكن ينبغي للمعلم ألا يحرج الطالب بالأسئلة ، 🌸 كأن يسأله عن أمر خاص ، 🌸 لا يود أن يطلع عليه أحد من الناس ، 🌸 أو أن يسأله عن أمور يخشى أن تكون الإجابة عنها محرجة للمعلم؛ فلربما عرض المعلم نفسه لموقف محرج ، 🌸 أو لرد مسكت موبخ . 🌸 قال -تعالى -: {ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم} (المائدة: 101) . 🌸 قال ابن عبد البر: قال تميم بن نصر بن سيار لأعرابي: هل أصابتك تخمة؟ قال: أما من طعامك فلا . 🌸 وكان الفرزدق مرة ينشد ، 🌸 والكميت صبي ، 🌸 فأجاد الاستماع إليه . 🌸 فقال: يا بني ، 🌸 أيسرك أني أبوك؟ قال: أما أبي فلا أرى به بدلا ، 🌸 ولكن يسرني أنك أمي ، 🌸 فأفحمه حتى غص بريقه . 

 قال الحكيم: ودع السؤال عن الأمور وبحثها       . 🌸 . 🌸 . 🌸       فلرب حافر حفرة هو يصرع.





30 - صيانة الدرس عن اللغط ، وتجنبيه البذيء من الألفاظ:


 فالمروءة تقتضي أن يصون المعلم درسه من اللغط؛ فإن الغلط تحت اللغط . 🌸 والمروءة تأمر صاحبها أن ينزه لسانه من الفحش ، 🌸 وأن يطهره من البذاءة ، 🌸 وأن يجله من ذكر العورات؛ فإن من سوء الأدب أن تفلت الألفاظ البذيئة من المرء غير عابئ بمواقعها وآثارها . 🌸 والمروءة -كذلك - تحفظ لسان صاحبها من أن يلفظ مثلما يلفظ أهل الخلاعة من سفه القول: وحذار من سفه يشينك وصفه . 🌸 . 🌸 . 🌸 إن السفاه بذي المروءة زاري وعظماء الرجال يلتزمون في أحوالهم جميعا ألا تبدر منهم كلمة نابية ، 🌸 ويتحرجون من صنوف الخلق أن يكونوا سفهاء أو متطاولين . 🌸 قال الإمام النووي: ومما ينهى عنه الفحش ، 🌸 وبذاءة اللسان . 🌸 والأحاديث الصحيحة فيه كثيرة ومعروفة . 🌸 ومعناه: التعبير عن الأمور المستقبحة بعبارة صريحة ، 🌸 وإن كانت صحيحة ، 🌸 والمتكلم بها صادقا . 🌸 وينبغي أن يستعمل في ذلك الكنايات ، 🌸 ويعبر عنها بعبارة جميلة يفهم بها الغرض . 🌸 وبهذا جاء القرآن العزيز ، 🌸 والسنن الصحيحة المكرمة . 🌸 قال -تعالى -: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} (البقرة: 187) . 






31 - لا داعي أن تتحدث عن نفسك إلا إذا دعت الحاجة:


 فمن آفات المعلمين أن منهم من يجعل الدرس ميدانا لسرد سيرته الذاتية بمناسبة أو بغير مناسبة ، 🌸 وربما سايره الطلاب وجاملوه ، 🌸 فظن أن ذلك دليل فضله ، 🌸 وآية إعجابهم بشخصه . 🌸 فلا تحفل -أيها المعلم المفضال - بالحديث عن نفسك ، 🌸 واجعل أعمالك تتحدث عنك؛ فذلك أبلغ وأكرم . 🌸 ثم إن كان عندك من فضل فثق بأن الله سينشره ، 🌸 ولن تظلم فتيلا . 🌸 يخفي محاسنه والله يظهرها . 🌸 . 🌸 . 🌸 إن الجميل إذا أخفيته ظهرا ثم إن الأصل في مدح الإنسان نفسه المنع؛ لقوله -عز وجل -: {فلا تزكوا أنفسكم} (النجم: 32) . 🌸 وتزكية النفس داخلة في باب الافتخار غالبا . 







32 - احذر من مجاراة السفهاء:


 فقد يوجد من الطلاب من يؤذي بلحن منطقه ، 🌸 ولا يعينه الدرس بقليل ولا كثير؛ فلربما استثار المعلم ، 🌸 وآذاه بسفالته وسفاهته . 🌸 ولهذا كان من الحكمة أن يعرض المعلم عن هؤلاء وأمثالهم ، 🌸 فلا يجاريهم ولا يمازحهم ، 🌸 ولا يتحدث معهم إلا بقدر ما تدعو إليه الحاجة من سلام ، 🌸 أو رده ، 🌸 أو إجابة لسؤال أو نحو ذلك . 🌸 وبهذا يحفظ المعلم على نفسه عزتها؛ إذ يرفعها عن الطائفة التي تلذ المهاترة والإقذاع . 





33 - احذر من أن  تكثر العتاب والانتقاد: 


فلا يحسن بالمعلم أن يكون كثير العتاب ، 🌸 مبالغا في تقريع الطلاب ، 🌸 خصوصا عند الأخطاء اليسيرة أو غير المقصودة؛ لأن الناس يكرهون من يؤنب في غير مواطن التأنيب ، 🌸 وينفرون ممن يبالغ في التوبيخ دون ترو وتؤدة؛ فلربما استبان له بعد أن ثمة اجتهادا صحيحا ، 🌸 أو أنه مخطئ في عتابه وتأنيبه . 🌸 ثم إن كثرة التأنيب قد تحرج الطالب ، 🌸 وربما أصيب بخيبة أمل ، 🌸 وفقد للثقة بنفسه ، 🌸 وربما قاده ذلك إلى ترك الدراسة إلى غير رجعة . 🌸 فعلى المعلم أن يعتدل في توبيخه وعتابه ، 🌸 وألا يوبخ إلا عند الحاجة لذلك . 🌸 كذلك يحسن بالمعلم ألا يكون كثير الانتقاد ، 🌸 لا ينظر إلا الأخطاء وحدها ، 🌸 دونما نظر إلى الصواب؛ فمن المعلمين من إذا أخطأ زميله أو مسئولة في تصرف ما ، 🌸 أو في علاج مشكلة معينة -أكثر من انتقاده وذمه . 





34 - لا تطلب شكرا  إلا من خالقك:


 لا ريب أن شكر الناس من شكر الله ، 🌸 ولا يشكر الله من لا يشكر الناس . 🌸 ولا ريب -أيضا - أن شكر المحسن على إحسانه أمر مطلوب ، 🌸 وأنه مما يزيده إقبالا على عمله . 🌸 ولكن قد يحصل في بعض الأحيان أن يقابل المحسن في عمله ، 🌸 المجد فيما أسند إليه بشيء من جحود الفضل ، 🌸 ونكران الجميل؛ مما قد يضعف عزيمته ، 🌸 ويوهن قواه . 🌸 فيا أيها المعلم المفضال ، 🌸 إذا مرت بك تلك الحال ، 🌸 فلم تنصف ، 🌸 ولم تعط قدرك ، 🌸 ورد فضلك باليمين وبالشمال -فلا يحملك ذلك على قلة الإخلاص ، 🌸 وترك إتقان العمل . 🌸 بل انتظر الشكر من خالقك؛ فعملك في كتاب عند ربي ، 🌸 لا يضل ربي ولا ينسى . 🌸 ثم اعلم أن جمال الشيء فيه لا فيما يقال عنه ، 🌸 أيا كان القائلون . 





35 - لا داعي بأن تكثر الشكوى: 


فكثيرا ما يشكو المعلمون أعباء التدريس ، 🌸 وتنكر الناس ، 🌸 ومكابدة الطلاب ، 🌸 ومرأى دفاتر الواجبات ، 🌸 وما إلى ذلك مما يعاني منه المعلمون .





36 - لا تيأس: 


فكثير من معلمينا يبذل النصح ، 🌸 والعلم والتوجيه للطلاب؛ فإذا رأى منهم إعراضا أو قلة استجابة لنداءات النصح ، 🌸 أو نظر إلى ما غرق فيه بعض أبنائنا من التشبه بالمخالفين في عادات لا تغني من الرقي شيئا -عد ذلك قضاء مبرما ، 🌸 وتملكه خاطر اليأس ، 🌸 حتى ينتكث من التعرض لأدوائهم ومحاولة إصلاحها . 🌸 ولكن الذي يعرف علة هذا التسرع ، 🌸 ويكون قد قرأ التاريخ؛ ليعتبر -يرى الأمر أهون من أن يصل بالنفوس إلى التردد في نجاح الدعوة ، 🌸 بله اليأس من إصلاحها . 🌸 فلا ينبغي -معاشر المعلمين - أن ينطلي على فطنتكم المتيقظة زخرف تلك القضية: فسد الزمان ولا دواء له . 🌸 . 🌸 . 🌸 فتلصق بألسنتكم لكنة ، 🌸 وتطفئ من عزائمكم توقدا ، 🌸 فتفقدون منها حدة ونشاطا . 🌸 بل ينبغي لكل واحد منا أن يعمل ما في قدره ، 🌸 وأن يكون ذا نظرة واسعة متفائلة ، 🌸 وألا يتعجل النتائج ، 🌸 أو يسمح لليأس أن يتسلل إلى روعه؛ فاليأس من أكبر المعوقات ، 🌸 وأشد المثبطات .






37 - امتلك الهمة العالية : 


فعلو الهمة وكبر النفس خلق عظيم ، 🌸 وغاية نبيلة ، 🌸 تتعشقه النفوس الكريمة ، 🌸 وتهفو إلى التحلي به الفطر القويمة . 🌸 وعلو الهمة من الأسس الأخلاقية الفاضلة ، 🌸 وإليه يرجع مجموعة من الظواهر الخلقية كالجد في الأمور ، 🌸 والترفع عن الصغائر ، 🌸 وكالطموح إلى المعالي . 🌸 فمما يحسن بالمعلم أن يكون ذا همة عالية ، 🌸 ونفس كبيرة طماحة ، 🌸 لا ترضى بالدون ، 🌸 ولا تقنع من الخير بالقليل ، 🌸 ولا تقف في السعي للفضائل عند حد؛ فالقناعة إنما تحصل فيما يقيم الجسم ، 🌸 لا فيما يقيم الأمة ، 🌸 وفي أمور المعاش لا في أمور المعاد . 🌸 قال يحيى بن معاذ: لو كانت الدنيا تبرا يفنى ، 🌸 والآخرة خزفا يبقى -لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبر الفاني؛ فكيف والدنيا خزف ، 🌸 والآخرة تبر باق؟ . 🌸 وإن آية الأمة المهيأة للخير ألا تفرغ من مأثرة إلا لتبدأ مأثرة ، 🌸 ولا تنفض أيديها من عمل إلا تضعها في عمل آخر . 🌸 ثم إن عظيم الهمة لا يشغل باله أمر صغير ، 🌸 ولا يقلق فكره عمل يسير ، 🌸 ولا يضيع وقته في مناقشة السفاسف والمحقرات . 






38 - الحزم من غير عسف:


 فمما ينبغي للمعلم أن يتصف به ، 🌸 ومما يدل على نجاحه في أداء مهمته -أن يكون حازما جادا؛ لأن في الحزم ضبطا للطلاب ، 🌸 وكبحا لما عندهم من جماح ، 🌸 كما أن فيه حفظا للوقت ، 🌸 وإبقاء لهيبة المعلم والعلم . 





39 - امتلك الرفق من غير ضعف: 


وكما يحسن الحزم ، 🌸 فكذلك يحسن الرفق واللين ، 🌸 قال النبي -عليه الصلاة والسلام -: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله» . 🌸 وقال: إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، 🌸 ولا ينزع من شيء إلا شانه . 🌸 فيجمل بالمعلم أن يكون رفيقا بطلابه ، 🌸 رحيما بهم ، 🌸 مشفقا عليهم ، 🌸 محسنا إليهم ، 🌸 صابرا على بعض ما يصدر من جفائهم وسوء أدبهم . 🌸 ولا يعني ذلك ترك الحبل على الغارب للطالب ، 🌸 فلا يؤمر ولا ينهى ، 🌸 ولا يؤدب ولا يعاقب؛ بحجة رحمته ، 🌸 والرفق به . 🌸 لا ، 🌸 ليس الأمر كذلك؛ فترك تأديبه وتوجيهه خطل وخلل ، 🌸 وخرق وجهل ، 🌸 وتفريط وإضرار . 🌸 وذلك مما ينمي فيه الميوعة ، 🌸 ويقتل منه الرجولة . 🌸 والحكمة تقتضي أن يكون المعلم حازما من غير عسف ، 🌸 لينا رفيقا من غير ضعف؛ فالحزم والرفق رضيعا لبان ، 🌸 يجتمعان ولا يتنافيان . 🌸 وبالجملة فالتربية النافعة ما كانت أثرا لمحبة يطفئ البأس شيئا من حرارتها ، 🌸 وصرامة تلطف الشفقة نبذة من شدتها . 🌸 42 -تربية الطلاب على الكمالات: فمن أهم ما تؤدى به رسالة التعليم أن يحرص المعلمون على تربية طلابهم على كريم الخلال وحميد الخصال ، 🌸 مع الحرص الشديد على تجنيبهم ما ينافي ذلك من مساوئ الأخلاق ومرذول الأعمال؛ فإن لذلك الصنيع أبلغ الأثر في نفوس الطلاب؛ فبسببه ينشؤون محبين للفضيلة ، 🌸 متعشقين للبطولة ، 🌸 متصفين بمعالي الأمور ومكارم الأخلاق ، 🌸 مبغضين لسفساف الأمور ، 🌸 نافرين من مساوئ الأخلاق . 🌸 قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في وصاياه للمعلمين: أنتم حراس هذا الجيل ، 🌸 والمؤتمنون عليه ، 🌸 والقوامون على بنائه ، 🌸 وأنتم بناة عقوله ونفوسه؛ فابنوا عقوله على أساس من الحقيقة ، 🌸 وابنوا نفوسه على صخرة من الفضائل الإنسانية ، 🌸 وأشربوه عرفان قيمتها؛ فإن من لم يعرف قيمة الثمين أضاعه ، 🌸 وقد غبنت هذه القيم في عصركم فكان ما ترون من فوضى واختلاط . 🌸 43 -تربيتهم على الاعتزاز بالدين: فأجل ما يربى عليه الطلاب أن يربوا على الدين القويم ، 🌸 والعقيدة الصحيحة؛ حتى ينشأوا معتزين بالإسلام لا يرضون به بدلا ، 🌸 ولا يبغون عنه حولا . 🌸 وإن مما لا يقبل جدلا ولا حوارا أن من اتفق له في كن الصبا ، 🌸 وخدر الغرارة أن يربى على أدب الشريعة البيضاء ، 🌸 حتى يتعود وتصبح تلك الآداب له ملكة وسليقة -كان هو السعيد الكامل ، 🌸 وما عليه إلا أن يكثر من حمد الله على تلك الموهبة العظيمة ، 🌸 والمنة الجليلة . 🌸 وإن من تربيتهم على الاعتزاز بالدين أن يقادوا بزمام التربية إلى مواقع العبر من تاريخهم ، 🌸 وإلى مواطن القدوة الصالحة من سلفهم ، 🌸 وإلى منابت العز والمجد من مآثر أجدادهم الأولين .



40 - ابتعد وتنزه عن الحسد: 


فمن جميل أخلاق المعلمين أن يتنزهوا عن الحسد ، 🌸 وأن يؤثروا على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة؛ لأن الحسد اعتراض على حكمة الله ، 🌸 وشح بالخير على عباد الله . 🌸 فأعيذك بالله -أيها المعلم المبارك - من الحسد؛ لأن الحاسد لا تعلو به رتبة ، 🌸 ولا يهدأ له بال؛ فهو دنيء مهين النفس ، 🌸 ولأنه بحسده اشتغل بما لا يعنيه ، 🌸 فأضاع ما يعنيه ، 🌸 وما يعود عليه بالخير والنفع ، 🌸 فتراه يزري بفلان ، 🌸 وينتقص فلانا؛ محاولا بذلك تهديم أقدارهم ، 🌸 والنهوض على أكتافهم ، 🌸 وغاب عنه أن الرافع الخافض هو الله -عز وجل - . 🌸 فمما يدل على نزاهة النفس وطهارة الطوية -أن يترفع المرء عن الحسد ، 🌸 وأن يحب لإخوانه ما يحب لنفسه ، 🌸 فيفتح المجالات أمامهم ، 🌸 ويعطيهم فرصة للإبداع والحديث ونحو ذلك بعيدا عن الأثرة وحب التفرد بالخير . 🌸 ومما يجمل به في هذا الصدد أن يفرح لنجاحهم ، 🌸 ويحزن لإخفاقهم ، 🌸 فذلك مما يدل على رسوخ القدم في الفضيلة . 🌸 وبدلا من الحسد خيرا للحاسد أن يرتقي بنفسه ، 🌸 وأن يسعى للسير في المعالي سعيه . 🌸 قال ابن المقفع: ليكن ما تصرف به الأذى عن نفسك ألا تكون حسودا؛ فإن الحسد خلق لئيم ، 🌸 ومن لؤمه أنه موكل بالأدنى فالأدنى من الأقارب ، 🌸 والأكفاء ، 🌸 والمعارف ، 🌸 والخلطاء؛ فليكن ما تعامل به الحسد أن تعلم أن خير ما تكون حين تكون مع من هو خير منك ، 🌸 وأن غنما حسنا لك أن يكون عشيرك وخليطك أفضل منك في العلم فتقتبس من علمه ، 🌸 وأفضل منك في القوة فيدفع عنك بقوته ، 🌸 وأفضل منك في المال فتفيد من ماله ، 🌸 وأفضل منك في الجاه فتصيب حاجتك بجاهه ، 🌸 وأفضل منك في الدين فتزداد صلاحا بصلاحه .




41  - تربية الطلاب على نبذ التقليد الأعمى: 


لأن من الطلاب من يكلف بذلك ، 🌸 وأقبح ما في هذا تقليد الكفار في توافه الأمور ، 🌸 ومساوئ الأخلاق ، 🌸 كتقليدهم في الملبس ، 🌸 وتصفيف الطرر ، 🌸 وقص الشعور؛ ظنا منهم أن هذا الصنيع رقي وتطور . 🌸 وهذه حقيقة تغيب عن أذهان فئة من الشعوب الآخذة بالنهوض؛ فإذا رأوا أمة ذات معارف وسطوة تهافتوا على محاكاتها من غير تدبر واحتراس . 🌸 وربما سبقوا إلى ما يعد من سقط متاعها ، 🌸 ومستهجن عاداتها -فصبوا هممهم في تقليدها فيه ، 🌸 فزادوا شعبهم وهنا على وهن ، 🌸 وكانوا كالعثرات تعترضه فتعوقه عن السير ، 🌸 أو تجعل سيره في الأقل بطيئا . 🌸 ومتى كثر في الشعب أمثال هؤلاء الذين لا يميزون في محاكاتهم السيئة من الحسنة -فقد الشعب هدايته ، 🌸 وتجرد من أصالته وتميزه . 🌸 ولا يفلح شعب نكث يده من الدين الحق ، 🌸 ولا يعتز شعب نظر إلى تاريخه وأصالته بازدراء . 🌸 ولا يقدم على هذه التبعية إلا أمة تدثرت الذلة ، 🌸 وسهل على أفرادها الهوان .






42 - تربية الطلاب على صحة التفكير والحكم على الأشياء: 


فصحة التفكير والحكم على الأشياء ، 🌸 وجودة التصور والتصديق ليست منوطة بموهبة الذكاء . 🌸 بل هي منوطة بتربية النفس منذ الصغر على حب الخير والحق ، 🌸 والتجرد من الشرور والأهواء ، 🌸 والاهتمام بإدراك الأمور من جميع وجوهها ، 🌸 وإدراك الفروق بين المشتبهات عند التباسها . 🌸 وإذا تربى الفكر منذ الصغر على صحة التفكير نشأ صاحبه جيد التصور ، 🌸 سديد الحكم ، 🌸 محبا للحق سواء كان له أو عليه . 🌸 وإذا كانت الثانية بات الرجل وليس فيه من الرجولية إلا اسمها . 🌸 قال الشيخ الإبراهيمي في وصيته للمعلمين: بينوا لهم الحقائق ، 🌸 واقرنوا الأشباه بالأشباه ، 🌸 واجمعوا النظائر إلى النظائر ، 🌸 وبينوا لهم العلل والأسباب؛ حتى تنبت في نفوسهم من الصغر ملكة التعليل؛ فإن الغفلة عن الأسباب هي إحدى المهلكات لأمتكم ، 🌸 وهي التي جرت لها هذه الحيرة المستولية على شواعرها ، 🌸 وهذا التردد الضارب على عزائمها ، 🌸 وهذا الالتباس بين المتضادات في نظرها . 🌸 امزجوا لهم العلم بالحياة ، 🌸 والحياة بالعلم يأت التركيب بعجيبه ، 🌸 ولا تعمروا أوقاتهم كلها بالقواعد . 🌸 . 🌸 . 🌸 وإنما القواعد أساس ، 🌸 وإذا أنفقت الأعمار في القواعد فمتى يتم البناء .





43 - لا تنس طلابك بعد تخرجهم: 


فمما يجمل بك أن إذا تخرج طلابك ألا تنساهم ، 🌸 وذلك بأن تفتح صدرك لهم ، 🌸 وأن تحسن استقبالهم إذا هم زاروك ، 🌸 وأن تعاملهم وكأنهم أبناء لك قد كبروا وشبوا عن الطوق؛ فذلك من كرم النفس ، 🌸 ومن حسن الوفاء . 🌸 بل يحسن أن تبادر إلى السؤال عنهم ، 🌸 وبذل الشفاعة لهم ، 🌸 بل والتكرم في زيارتهم؛ فذلك دليل التواضع وآية السماحة . 


بعض النصائح الأخرى تجدها في هذا الفيديو



المصدر : مع المعلمين لمحمد بن إبراهيم الحمد.


ليست هناك تعليقات:

عزيزي القارئ الكريم شاركنا برأيك وتعليقاتك فرأيك يهمنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.