شائع

تميز اللغة العربية - فضل اللغة العربية عن غيرها

تميز اللغة العربية  (فضل اللغة العربية عن غيرها)


تميز اللغة العربية عن غيرها من اللغات


اللغة العربية لغة عريقة الأصل والنسب والموطن، فهي لغة أصول من
العرب ثابتة الأركان والحدود، وتنقسم جغرافيا إلى لغة أهل الشمال، وهم الأنباط
والتدميريون وعرب الحيرة وكل القبائل التي سكنت شمال شبه الجزيرة العربية
وبلاد الشام وبلاد الرافدين، ولغة أهل الجنوب وهم سكان جنوب الجزيرة العربية
ومعظمهم من أهل اليمن خاصة دولة حمير ودولة قتبان ودولة سبأ وحضر موت
وسواحل بحر العرب.
أما المنطقة الواقعة بين المنطقتين وهي مكة والمدينة ونجد، فقد كانت القبائل
تتكلم كل من لهجة أهل الشمال وأهل الجنوب، وإن كانت القبائل تتقن لغة أهل
الشمال أكثر من لغة أهل الجنوب، وإن قلنا لغة فنعني بها لهجة لاختلاف نطق
الحروف والكلمات ومدلول معانيها. وبالرغم من ذلك فإن اللغة العربية شامخة
وعريقة منذ القدم وهذا لا يعني فصلا في تراكيبها ولا ضعفا في مفرداتها؟ لأن
اختلاف النطق والمعنى وارد في جميع لغات العالم، ولهذا فإن اللغة العربية لغة عريقة
عراقة أهلها واسعة الانتشار بين أهلها والمناطق المجاورة لها، وقد تخطت النواحي
العرقية والجغرافية.
إن استمرارية اللغة العربية في كل من الموطن والجنس العربيين وتخطيها
الحواجز الجغرافية والحضارية وقدرتها على التعامل مع أمم وشعوب أخرى سواء
عن طريق التجارة أو عن طريق الفتوحات الإسلامية أو المصاهرة والزواج أو
الاحتكاك الحدودي كل ذلك جعلها لغة ثابتة اخذت وأعطت مدلولات حضارية
وإنسانية إلى العنصر العربي والمنطقة العربية.

  المجالات التي تتميز بها اللغة العربية عن غيرها من اللغات
تتميز اللغة العربية عن غيرها من اللغات بما يلي:

1- إنها لغة القرآن الكريم:

فالقرآن الكريم نزل باللغة العربية وهو كلام رب العزة، وبالتالي ربط القرآن
الكريم واللغة العربية الإنسان بربه وربط الأرض بالسماء بعلاقات لا تنفصم وقد
جاء قول الله تعالى: ا إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ".

2- اللغة العربية لغة أهل الجنة:

فكما أن اللغة هي لغة القوم في الدنيا فهي لغتهم يوم القيامة وحين الحساب
بمعنى أنها لغة سماوية ربانية فيها التقاضي وفيها الحساب والثواب ولغة رب العباد
في يوم الدين.

3- إنها لغة مقننة مقعدة مقولبة:

وهذا يعني أنها لغة ذات ثوابت وقوانين لغوية سواء في النحو أو الصرف أو
شتى المعارف اللغوية، فقواعدها تسير وفق قوالب من الضوابط تحكم التعامل بها
لفظا ورسما. وإن وردت بعض الألفاظ الشاذة فيها فهذا لا يعيبها، لأن الشذوذ
أمر معروف في جميع لغات العالم، ولم يهمله علماء العربية، ولكن أشاروا إليه وبينوا
سبب ذلك الشذوذ وهو قليل إذا قيس ذلك بشذوذ اللغات الأخرى، وقد قام
علماء اللغة من نحويين وصرفيين في العصور السابقة منذ العصر العباسي بمتابعة
ذلك وتوضيحه وهذا ما نعرفه بالخلافات اللغوية بين الكوفيين والبصريين
كمدرستين لغويتين وما طرأ من موقف وسط من علماء آخرين في بغداد وهذا ما
عرف بالمدرسة البغدادية، فهذا دليل واضح على أن الشذوذ غير متروك ولكن له
تخريجاته وتفسيراته مثل الخلاف بين أصل الكلمة هل الجذر اللغوي هو الفعل أم
المصدر ولكن بالرغم من ذلك، فإن ذلك لا يعيب اللغة إن كان أصلها الفعل او
المصدر، لأن الفعل والمصدر من أصول الكلمة العربية. 

4- تفردها بحرف الضاد عن غيرها من لغات العالم:

فحرف الضاد لم تعرفه اللغات الأخرى، وقد يكون مركبا في لغات أو
مهملا في لغات أخرى، علما بأن الطبقة الصوتية للحرف معروفة لدى علماء
فقه اللغة.

5- استمرارية اللغة وترعرعها:

لقد بقيت اللغة العربية شامخة قوية على مر العصور، وكلما مر عصر زادها
قوة وشموخا فقد تكلم العربي في الجاهلية اللغة العربية ثم زاد فضلها بالقرآن
الكريم، وبدخول الأمم الأخرى في الإسلام ازدادت مكانتها، حيث هجرت تلك
الشعوب لغتها وتعلمت اللغة العربية؟ لأنها لغة الدين والدولة ولغة التخاطب
بمعنى أنها لغة عالمية المكان والزمان.
علما أن كثيرا من الدول قد انقرضت لغاتها ولهجاتها بزوال تلك الأمم،
عكس اللغة العربية ذات الامتداد الواسع جغرافيا وعرقيا.

6- إقبال الامم الاخرى على تعلم اللغة العربية:

خاصة الأمم والشعوب الإسلامية لضرورة الدين والحضارة والفكر
الإنساني، وحفظ هذه اللغة من رب العزة لحفظ القرآن الكريم، قال تعالى: ((إنا
نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))

7- انتشار اللغة العربية في مختلف بقاع الارض:

وهذه دلالة على حاجة الأمم والشعوب لهذه اللغة حيث هناك كنوز من
المعرفة الإنسانية احتوتها اللغة العربية وهذا ما نجده في المخطوطات العربية والتي
أخذها المستعمرون خلال احتلالهم للبلاد العربية.
فقد ترجم العرب علوم الأمم الأخرى من يونان ورومان وهنود وفرس إلى
اللغة العربية وكتبوها بخط اليد على الأدم واللخاف والأكتاف والعسب وورق
البردي والكاغد.
وهناك أكثر من مليون مخطوط عربي، استطاع الأوربيون في فترة احتلالهم
للبلاد العربية من أخذ ثمانمائة ألف مخطوط ولا يوجد في بلاد العرب إلا في حدود
مائتي ألف مخطوط.
فاللغة العربية حاضنة وحافظة لعلوم الأمم ومعارفها وفنونها حيث كانت
حركة الترجمة والتأليف في العصر العباسي نشطة خاصة في عهد الخليفة المأمون.
وقد أغدق الخلفاء العباسيون الذهب والفضة على المؤلفين والعلماء والمترجمين
حتى أنهم كانوا يعطون وزن الكتاب المؤلف أو المترجم ذهبا.
وما تشهده النهضة العلمية الحديثة ما هو إلا من بذور تلك المخطوطات
والعلوم التي رعاها العرب وألفوها وترجموها.

8- قدرة اللغة على استيعاب متطلبات العصور

إن جميع المستجدات في حياة الأمم والشعوب من صناعات وعلوم ومعارف
ومشاعر وقيم استوعبتها اللغة، ولم تقف اللغة العربية عاجزة عن معرفة تلك
المستجدات حيث قد دخلت كثيرا من مفردات الأمم الأخرى من يونانية وفارسية
وسائر اللغات الأخرى، وتم النطق بها والإشارة إلى أصلها وأخضعها العلماء
العرب لعوامل الضبط من قبول الحركات والتصريفات والاشتقاقات وهذا ما
عرف بالكلام الغريب والمولد وبعض حالات الممنوع من الصرف من الأسماء.

9-  الاشتقاق:

إن سعة اللغة العربية من حيث المعاني والتراكيب والسياقات اللغوية جعلها
لغة واسعة، لأنها لغة اشتقاقية فالكلمة بمفرداتها العديدة في الجذر اللغوي تأخذ
معان كثيرة من خلال الأبنية، فالكلمة ذات تقاليب متعددة من الناحية الصرفية
حيث تشمل الفعل بأنواعه الماضي والمضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول
وصيغة المبالغة والصفة المشبهة واسم الزمان واسم المكان وغيرها من الأبنية.

10- عالمية اللغة:  مقالة منفصلة اضغط هنا للانتقال (عالمية اللغة العربية).

11-  قدرة اللغة على مسايرة العلوم والمعارف المختلفة

إن اللغة العربية لغة حية على مر العصور وقد استوعبت سائر النظريات
والحقائق والعلوم، وان كثيرا من الرموز والاصطلاحات العلمية العربية موجودة في
اللغات الأجنبية، لأن الرمز لا يقبل التحوير والتبديل فهو مصطلح ثابت ومتعارف
عليه بين العلماء والباحثين.
أما العلوم المستجدة من الأمم الأخرى ومن لغات غربية فقد استوعبتها
اللغة العربية ولم تقف مكتوفة الأيدي بل تعاملت معها على مستوى علمي عال
بحيث أخذت تلك العلوم، ولم تهمل في معرفة أدق الجزئيات في سائر العلوم
المختلفة.


المصدر: كتاب الاسس الفنية للكتابة والتعبير

ليست هناك تعليقات:

عزيزي القارئ الكريم شاركنا برأيك وتعليقاتك فرأيك يهمنا

يتم التشغيل بواسطة Blogger.